الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة من 19 إلى 22 أوت 2019: هرقلة عاصمة لسينما التحريك التونسيّة والمنجي صانشو رائد هذا الجنس السينمائي منذ سنة 1965

نشر في  15 أوت 2019  (13:15)

تنظم "جمعية جنوب للتراث السينمائي" بمساندة من وزارة الشؤون الثقافية و بالتعاون مع المركز الثقافي الايطالي بتونس الدورة الرابعة عشرة لملتقى هرقلة السينمائي و ذلك من 19 إلى 20 أوت 2019

تحوّل " ملتقى هرﭬلة السينمائي"، منذ عدّة سنوات، إلى فضاء استثنائي للاحتفاء بالذاكرة السينمائيّة ليتواصل ذلك إلى حدّ اليوم فيكون حاضنة للتبادل الثقافي بين تونس وباقي القارة الإفريقيّة وحوض البحر الأبيض المتوسّط.

فبعد دورة 2017 والتي كانت تحت شعار "إشادة بالحرفيين السينمائيين التونسيين" ومثّلت فرصة للاحتفاء برواد التقنيين التونسيين في الصورة والمونتاج والصوت، جاءت دورة 2018 لتحتفي بالذكرة الخمسين لمرور "روبيرتو روسيليني" بهرقلة ولتمثّل فرصة لتمكين مدينة هرقلة من استعادة جزء مهمّا من ذاكرتها السينمائيّة عبر عرض أفلام صوّرها في هرقلة سينمائيون من جنسيات متعدّدة منذ سنوات الستّين فنجد من هم من تونس ومن اسبانيا وفرنسا وايطاليا والسويد وغيرهم.

في هذه الدورة 14 والتي تنظّم من 19 إلى 22 أوت 2019، ستصبح هرقلة عاصمة لسينما التحريك التونسيّة وستقدّم للجمهور برنامجا يأخذنا عبر رحلة تاريخ تطوّر الإنتاج التونسي في مجال سينما التحريك من بداية سنوات الستين إلى حدّ شريط "بريسكا" وهو اخر أفلام إحدى أهمّ المبدعات والمبدعين الشبّاب في مجال الصور المتحرّكة التونسيّة، المخرجة نادية رايس.

بدأت سينما التحريك بتونس في بداية الستينات ويعتبر السينمائي منجي صانشو رائد هذا الجنس السينما عبر إنجازه لشريطه القصير "العودة المدرسيّة" والمتحصّل على جائزة في المهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية سنة 1965، ممّا مكّنه من الحصول من طرف وزارة الشؤون الثقافيّة على منحة دراسة سينما التحريك ببلغاريا، وقد أكمل دراسته  بمشروع تخرّج ممتاز وهو  شريط "تاجر  قباعات الفاس".

بعد عودته إلى تونس، التحق به في هذا الميدان مجموعة من الشبّان منهم زهير محجوب و سمير بسباس و عزالدين الحرباوي و مصطفى التايب و الناصر خمير و الحبيب المسروقي و محمد الشرباجي و غيرهم، ممّا مكّن تونس نهاية السنوات التسعين من اكتساب بعض الأعمال التي لم يكن لها أن توجد لولا صمود وعناد بعض السينمائيين المتحمّسين لهذا الشكل السينمائي وأغلبهم عصاميين التكوين.

شاهدت سينما التحريك التونسيّة منعرجا هاما في بداية الألفيّة الثانية عبر انتاج شركة "سيني تيلي فيلم" وصاحبها أحمد بهاء الدين عطيّة للأول شريط تحريكي طويل تونسي "غرقى قرطاج" بتمويل من طرف الاتحاد الأوربي وذلك ضمن سلسلة "تحيا كارطﭬو". مثّلت هذه التجربة ورشة تكوين تطبيقي للعديد من الشباب الذي بدأ يهتمّ بهذا النوع من السينما.

في بداية سنوات 2010، ظهر جيل جديد من السينمائيين المهتمين بسينما التحريك ومنهم نادية رايس و علاء الدين أبو طالب و رفيق العمراني و لطفي محفوظ و البعض من خرّيجي مدارس السينما التي بدأت تتأسس في تونس، ولكن ورغم التسهيلات التي منحتها التقنيات الحديثة والرقمنة لإنجاز هذه النوع من الأفلام، يبقى عددها محدودا ولا يمكن لنا بعد الحديث عن سينما تحريك تونسيّة وهذا رغم نجاحات أفلام بعض المخرجات والمخرجين على المستوى الدولي وخاصة نادية رايس عبر افلامها الأربعة واخرها "بريسكا" المتحصّل على أفضل جائزة للفيلم التحريك القصير خلال مهرجان "الفسباكو 2019" ببوركينا فاسو و علاء الدين أبو طالب وشريطه "شتات" المتحصّل على التانيت الذهبي للفيلم القصير خلال مهرجان أيام قرطاج السينمائيّة 2015.

يطمح ملتقى هرقلة السينمائي للتعريف بهذا التراث السينمائي الوطني وإبرازه عبر تقديم تاريخ نشأته للجمهور. بهذه المناسبة وقع رقمنة العديد من هذه الأفلام بعيار (2K) بفضل جهد والتزام جمعيتنا "جمعية جنوب للتراث السينمائى" و المساندة الكبيرة من طرف سينماتاك ميلانو  (إيطاليا) وبدعم من وزارة الشؤون الثقافيّة و من  الصديق المخرج  زهير  محجوب و عائلة المرحوم المنجي صانشو.

من 19 إلى 22 أوت 2019، ستكون مدينة هرقلة عاصمة لسينما التحريك التونسيّة وقبلة عشّاق هذه السينما حيث سيعرض قرابة ال 40 فيلم وسينظّم لقاء لمدة يومين  للتفكير في الواقع الحالي لهذا الفنّ وافاق مستقبله وذلك بحضور سينمائيين ونقّاد وجامعيين وستنشر مداولات هذه اللقاءات عند نهاية المهرجان لنجعل منها مرجعا للبحث والتعمّق في هذا الميدان. كما ستنظّم  عدة ورشات مخصّصة للشباب والأطفال للتعريف بهذا العالم السحري، عالم الفوانيس السحريّة وتقنيات التحريك  و ما قبل السينما.

كما سيقع تكريم سينما التحريك بجزيرة صقلّية (إيطاليا) في سهرة الاختتام من خلال برنامج عرض خاص لأفلام أنجزها مخرجون من صقلّية يقترحه ملتقى هرقلة السينمائي بالتعاون مع المركز الثقافي اللايطالى بتونس و المهرجان الدولي لسينما التحريك ببالرمو و سينماتك صقلّية. تكون  هته الفرصة فريدة للتعرف على واقع سينما التحريك في هذه الجزيرة المجاورة لنا خصوصا و أن الوضع هناك يشبه ما يوجد في تونس من وصراع و محاولات عديدة  من أجل كثرة الإنتاج  والتطوّر.